زكاة الفطر.. حكمها ومقدارها
إبريل 30, 2020
ترتبط زكاة الفطر بشهر رمضان المبارك وسنقوم بتفصيل معناها وحكمها ومقدارها في هذا المقال.
تعريف زكاة الفطرالزكاة لغةً هي النماء والزيادة.
زكاة الفطر شرعا هي الزكاة التي تكون بسبب الإفطار إثر نهاية صيام شهر رمضان المبارك، وتُسمّى بزكاة الرؤوس، والرِّقاب، والأبدان، ويُطلَق عليها أيضاً اسم صدقة الفطر؛ فلفظ الصدقة يُطلَق على الزكاة الواجبة على المسلم، كما وردت تسميتها بذلك في عدّة نصوصٍ من القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، وتُسمّى بزكاة الفِطرة؛ أي الخِلقة من الفِطرة؛ أي كأنّها زكاةٌ للنفس، وتطهيرٌ لها، وتنقية من الذنوب والآثام.
وقد فُرِضت زكاة الفِطر في السنة الثانية للهجرة، في السنة ذاتها التي فُرِض فيها صيام رمضان، وقد ذكر أهل العلم وجهان لتسميتها بزكاة الفطر:
الوجه الأوّل: أنّ المقصود بالفِطر ما يقابل الصوم، أي الإفطار من الصوم، ويكون ذلك حين اكتمال شهر رمضان، وبدء شهر شوال.
الوجه الثاني: الفَطر، أي الخَلق، من الخَلقة، وبذلك اعتُبِرت من زكاة الجَسد.
حكم زكاة الفطر والحكمة من تشريعهااختلف العلماء في حكم زكاة الفطر، وذهبوا في ذلك إلى قولين كالتالي:
القول الأولقال جمهور العلماء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة بوجوب زكاة الفِطر على المسلم؛ استدلالاً بما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى النَّاسِ، صَاعًا* مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، علَى كُلِّ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ، أَوْ أُنْثَى، مِنَ المُسْلِمِينَ).
القول الثانيقال المالكية إنّ زكاة الفطر سُنّةٌ، وذلك بعد أن كانت مفروضة، وقد نُسِخت بوجوب زكاة الأموال واستدلوا على هذا بما رُوِي عن قيس بن سعد -رضي الله عنه-: (كنَّا نصومُ عاشوراءَ، ونؤدِّي زَكاةَ الفطرِ، فلمَّا نزلَ رمَضانُ، ونزلتِ الزَّكاةُ، لم نُؤمَر بِهِ ولم نُنهَ عنهُ، وَكُنَّا نفعلُهُ)، ويقصد المالكية بأنّ زكاة الفطر سُنّةٌ، أي أنّها واجبةٌ في السنّة كما ثبت عن النبيّ عليه الصلاة والسلام.
الحكمة من تشريعهازكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين الذين لا يجدون قوتهم كما قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-عن عبد الله بن عباس: (زكاةُ الفطرِ طُهْرَةٌ للصائِمِ مِنَ اللغوِ والرفَثِ، و طُعْمَةٌ للمساكينِ).
وقت إخراجها وعلى من تجبتخرج زكاة الفطر بغروب شمس أخر يوم من أيام رمضان وقبل صلاة العيد لما جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر قال: (وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ ) وعند أبي داود من حديث ابن عباس (من أدَّاها قبلَ الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولَةٌ ومنْ أدَّاها بعدَ الصلاةِ فهيَ صدقةٌ منَ الصدقاتِ ) وتصح قبل عيد الفطر بيومٍ أو يومين لما جاء في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( وَكَانُوا يُعطُونَ قَبلَ الفِطرِ بِيَومٍ أَو يَومَينِ ).
أما على من تجب زكاة الفطر فقد اختلف الفقهاء في تحديد مصارفها، فذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوال:
القول الأولقال الجمهور إنّ زكاة الفطر تُؤدّى إلى الأصناف الثمانية الذين تُؤدّى إليهم زكاة الأموال، وهم: الفقراء والمساكين، والقائمون على أمور الزكاة، ومَن يُرجى تأليف قلبه للإسلام، وفي الرِّقاب؛ من الرقيق، والأسرى المسلمين، والمدينون، والمجاهدون في سبيل الله، وابن السبيل المنقطع عن أهله وماله.
القول الثانيقال المالكيّة إنّ زكاة الفطر لا تُؤدّى إلّا إلى الفقراء والمساكين، وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً.
القول الثالثقال الشافعيّة بوجوب أداء زكاة الفطر إلى الأصناف الثمانية الذين تُؤدّى إليهم زكاة المال، أو مَن وُجِد منهم.
مقدار زكاة الفطرمقدار زكاة الفطر صاعاً من البر أو الشعير أو الزبيب أو الأقط أو من قوت البلد بصاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو وما يزن أبع حفنات بكف الرجل متوسط الخلقة وهو بالكيلوات ثلاثة كيلوا تقريباً لما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :( كنَّا نُخرجُ زَكاةَ الفطرِ صاعًا من طعامٍ أو صاعًا من شعيرٍ أو صاعًا من تمرٍ أو صاعًا من زبيبٍ أو صاعًا من أقِطٍ ) قال ابن باز زكاة الفطر مقدارها ثلاثة كيلو تقريبا.