حجة وعمرة النبي صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
مارس 5, 2020
إن للحج والعمرة مقاصد شرعية كبرى علمها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في فندق أنجم مكة نحاول ايصال قدر الإمكان هذه المقاصد والروحانيات لكل ضيوفنا الكرام حتى تكتمل تجربة زيارة الحرم المكي على أفضل وجه وتصبح لهم ذكرى لا تنسى معنا.
عدد عمرات وحج الرسول صلى الله عليه وسلميجمع أهل العلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- اعتمر أربع مرات في كامل حياته عليه الصلاة والسلام، وهي بالترتيب كالتالي:
- عمرة الحديبية في السنة السادسة من الهجرة
- عمرة القضاء في السنة السابعة من الهجرة
- عمرة الجعرانة في السنة الثامنة من الهجرة
- والعمرة الرابعة كانت مع حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة
واستدل العلماء على قولهم بما رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه ذكر عدد عمرات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: (اعْتَمَرَ أرْبَعَ عُمَرٍ في ذِي القَعْدَةِ، إلَّا الَّتي اعْتَمَرَ مع حَجَّتِهِ عُمْرَتَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، ومِنَ العَامِ المُقْبِلِ ومِنَ الجِعْرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ، وعُمْرَةً مع حَجَّتِهِ).
وقد ذكر ابن القيم -رحمه الله- أن كل عمرات النبي -عليه الصلاة والسلام- كانت في شهر ذي القعدة، ووضّح الإمام النووي -رحمه الله- أن سبب اختيار النبي -عليه الصلاة والسلام- العمرة في شهر ذي القعدة يرجع إلى فضيلة الشهر، إضافة إلى مخالفة المشركين في الجاهلية، حيث كانوا يعدّون العمرة في ذي القعدة من أفجر الفجور، ومن الجدير بالذكر أن المشركين صدّوا النبي -عليه الصلاة والسلام- عن البيت الحرام في عمرة الحديبية، فنحر الهدي في منطقة الحديبية، وحلق هو والصحابة رضي الله عنهم، رؤوسهم وحلّوا من إحرامهم، وفي العام التالي كانت عمرة القضية، حيث دخل مكة وأتم عمرته في ثلاثة أيام، ثم رجع إلى المدينة المنورة، ثم كانت عمرته التي قرَنها مع حجة الوداع، والأخيرة كانت بعد أن رجع من حنين، فدخل مكة من الجعرانة واعتمر.
أما عن حجّه النبي صلى الله عليه وسلم فقد حجّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حجّة الإسلام، مرة واحدة وسمّيت حجّة الوداع وسار معه أكبر جمع من أصحابه المُكرّمين، فأخذوا عنه مناسك الحجّ، وأحكام المفردين، والقارنين، والمتمتعين، واستمعوا له في خطبةٍ ودّع فيها جموع المسلمين، وحمّلهم أمانة ومسؤولية تبليغ الدعوة للناس أجمعين.
من أين أحرم الرسول صلى الله عليه وسلمأحرم النبي صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة ( وتسمى الآن أبيار علي ) ، أي : أهلَّ بالنسك ولبَّى به منها لا من المدينة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت المواقيت المكانية لنسك الحج والعمرة ، فجعل ذا الحليفة ميقاتاً لأهل المدينة ، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بشيء ويخالفه ، وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرن المنازل ، ولأهل اليمن يلملم ، هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة ، ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ ، حتى أهل مكة من مكة ) رواه البخاري (1524) ومسلم (1181)
وثبت عن سالم بن عبدالله بن عمر رضي الله عنهم أنه سمع أباه يقول : ( ما أهلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد ، يعني : مسجد ذي الحليفة ) رواه البخاري (1541) ومسلم (1186) ، واغتسل بذي الحليفة أيضاً ؛ لما روي عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم تجرد لإهلاله واغتسل . رواه الترمذي وحسنه ( وصححه الألباني في المشكاة 2547 )
وصف مناسك حجه وعمرته صلى الله عليه وسلممرت تسع سنوات كاملة حتى أتى الأمر الالهيّ للرّسول -عليه الصلاة والسلام- بالحجّ، وبدأ المسلمون بالتوافد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة؛ حتى يربحوا فضل مرافقته ويأتموا به ويأخذوا عنه مناسكهم، فاجتمع معه بنية الحجّ خلق كثير، وانطلق ومن معه من المسلمين راجلين وراكبين باتجاه مكة المكرمة، وعند وصوله إلى منطقة ذي الحليفة أظهر نيّة الحجّ، وشرع بالتلبية، فقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه: (فأَهَلَّ بالتوحيدِ: لبيكَ اللهمَّ لبيكَ، لبيكَ لا شريكَ لك لبيكَ، إنَّ الحمدَ والنعمةَ لك والمُلْكُ، لا شريكَ لك، وأهلُ الناسِ بهذا الذي يُهِلُّونَ به).
عند دخول النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى مكّة، استلم الحجر الأسود، وسمّى الله، ثمّ كبّر، وبدأ بالطواف، حيث طاف سبعة أشواط، رمل في ثلاثة منها، وبعدها أتى إلى مقام إبراهيم، وصلّى هناك ركعتين، حيث جعل المقام بينه وبين الكعبة، وقرأ في الركعة الأولى سورة الكافرون، وفي الثانية سورة الإخلاص، ثمّ عاد للحجر واستلمه.
توجّه الرسول إلى الصفا، واستقبل الكعبة، وقال: (لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير، ولا إله إلّا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وهزم الأحزاب وحده)، ثمّ رفع يديه بالدعاء، وقد كرّر ذلك ثلاث مرّات، وبعدها اتّجه إلى المروة حيث كرّر ما ذكره أثناء وقوفه على الصفا من الأذكار، وكرّر الأذكار ثلاث مرّات، وقد سعى بين الصفا والمروة سبع مرّات، وبعد أن انتهى من السعي بقي على إحرامه؛ لأنّه أحضر معه الهدي.
وفي يوم التروية وهو اليوم الذي انطلق فيه الرسول -عليه الصلاة والسلام- من مكة إلى منى ملبياً، وأمر أصحابه الكرام أن يهلّوا بالحجّ من حيث نزلوا بمكة وينطلقوا إلى منى، حيث مكث فيها الرسول ومن معه من المسلمين إلى صبيحة يوم عرفة، وصلّى الفروض الخمس من ظهر الثامن من ذي الحجّة، إلى فجر العاشر منه قصراً من غير جمع، واشتغل المسلمون بالتلبية وذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، وغير ذلك من صالح الأعمال.
لما طلعت شمس يوم التاسع من ذي الحجّة، يوم عرفة توجّه النبي وصحبه الكرام إلى عرفات، وكانوا بين ملبٍّ ومكبّر، ونزل الرسول بقبة من شعر نصبتْ له في نمرة ليستظلّ بها، ولمّا زالت الشمس ركب دابته، وخطب الناس بما اشتهر على ألسنة الناس بخطبة الوداع، حيث علّمهم مناسك الحجّ، وحذّرهم من خطورة الربا، وشنّع على الجاهلية مشين أعمالهم، وشدّد على حرمة الأنفس والأموال والأعراض، واوصاهم بالاعتصام بكتاب الله وسنته رسوله، وأخبرهم أنّهم لن يضلوا ما داموا معتصمين بكتاب الله وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
صلّى النبي -عليه الصلاة والسلام- بالمسلمين صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً، جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ثمّ توجّه إلى موقفه في صعيد عرفات، واستقبل القبلة، وظلّ يذكر الله -عزّ وجلّ- ويدعوه، رافعاً يديه بالدعاء والابتهال إلى الله العظيم حتى غابت الشمس، وكان الرسول مفطراً ذلك اليوم.
بقي النبي الكريم والمسلمون معه على صعيد عرفات حتى غروب الشمس، ثمّ اتّجهوا إلى المزدلفة، وأدّى هناك صلاة المغرب ثمّ العشاء جمعاً بنفس الأذان، ولكن كلّ صلاة بإقامة، ثمّ اضطجع حتى طلع الفجر، حيث أدّى صلاة الفجر، وبعدها ذهب إلى المشعر الحرام، وهناك استقبل القبلة، ودعا وكبّر، وهلّل، ووحّد، وكان النبي -عليه السلام- قد رخص في مزدلفة للضعفاء أن يذهبوا إلى منى بالليل، دون المكث في مزدلفة رفعاً للمشقّة عليهم.عاد الرسول إلى منى بعد الفجر وقبل طلوع الشمس بعد مزدلفة، ثمّ توجّه إلى الجمرة الكبرى، وهناك رمى سبع حصيات، وكان يقول: الله أكبر مع رميه لكلّ حصاة، ثمّ نحر هديه، ثمّ حلق بعدها، والتمس شيئاً من الطيب، ثمّ توجّه إلى البيت فطاف به.
نزل الرسول بالأبطح في اليوم الثالث عشر من ذي الحجّة، وبعد رمي الجمرات، بعد أنْ زالتْ الشمس، وصلّى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وبعدها نزل إلى مكة آخر الليل، وفيها صلّى الفجر بالناس، ثمّ طاف بالبيت طواف الوداع، وفي صبيحة هذا اليوم الرابع عشر من ذي الحجّة عاد مُتّجهاً إلى المدينة المنورة وكان قد أتمّ مناسكه.
فضائل الحج والعمرة
للحج والعمرة فضائل ومقاصد كبرى سنذكر بعضا منها:
● إبعاد الفقر وتكفير الذنوب ، كما دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " تابعوا بين الحج والعمرة ، فإن متابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد " صحيح ابن ماجة عن عمر .
● يعادل الجهاد في سبيل الله ، وخصوصاً للنساء والضعفة ، وذلك عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ! نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟ قال " لكنَّ أفضل الجهاد وأجمله ، حج مبرور ثم لزوم الحصر . قالت " فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " البخاري عن عائشة.
● الحج المبرور جزاؤه الجنة : كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " البخاري ومسلم .
● محو الخطايا والسيئات: كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام " من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدتة امة " البخاري ومسلم
● الحج أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد : فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل " أي الأعمال أفضل ؟ قال " إيمان بالله ورسوله . قيل ثم ماذا ؟ قال " الجهاد في سبيل الله . قيل ثم ماذا ؟ قال الحج المبرور " .
استمتع بعمرتك معنا في فندق أنجم مكة وكن من بين ضيوف الرحمن الذين ستخلد في أذهانهم تجربة عمرة لا تنسى مع أسمى وأحلى مشاعر وروحانيات وأجواء كلها إيمان وصفاء بين أروقة فندق أنجم مكة ومع فريق متكامل يعمل على اسداء خدمات راقية وذات جودة عالية لراحتك.